السبت، 14 فبراير 2015

أشهر نماذج التصميم التعليمي


نماذج التصميم التعليمي:
بما أن التصميم التعليمي هو العلم الذي يبحث في الوصول إلى أفضل الطرق التعليمية الفعالة وتصويرها في أشكال وخرائط مقننه تعد دليلا لواضع المناهج , وتعد أيضاً دليلا للمعلم أثناء عملية التعليم لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة , وهذه الأشكال والخرائط المقننة تعد التصميمات الهندسية لعملية البناء المراد تنفيذها , والذي يقوم بذلك المصمم التعليمي كما ذكرنا سابقا ًهو يقابل المهندس المعماري عندما يرسم خارطة البناء قبل البدء في تنفيذ وتشييد المبنى , وكذلك المصمم التعليمي فهو يرسم خارطة المنهج التعليمي ويقدمها إلى مطور المناهج أو المعلم ,حيث يقدم للمعلم خارطة أو شكلا مقنناً يتضمن أفضل الطرق التعليمية لتعليم محتوى دراسي معين , أو محتوى درس تعليمي في حصة واحدة (السالم ,2010,ص264) .
ويحتاج عمليات التصميم التعليمي إلى نماذج توضح العلاقات بين مكوناتها , وتساعد على فهمها مما يستدعي إلقاء الضوء على تلك النماذج .
* مفهوم نموذج التصميم التعليمي :
تعني كلمة نموذج في مدلولها اللغوي: مثال الشيء أي صورة تتخذ على مثال صورة الشيء ليعرف الحال منه وقد ورد لفظ أٌنموذج –بضم الهمزة-بنفس المعنى وهو ما يدل على صفة الشيء .
أما في الاصطلاح فهناك مجموعة من التعريفات لكلمة نموذج ومن أهم التعريفات:أن النموذج هو توقع وتنبؤ نظري مفصل لنظام معين وأنه مجموعة من الخطط لبناء يراد إنجازه أو رسومات و تخطيطات لبناء تم انجازه بالفعل , وأنه تصميم لموضوع ما (السميري ,1997م,ص9) .
عادة ما يعتبر النموذج تجريدا وتبسيطا لنظام محدد مرجعي مفترض أن يحظى بالتزام شبه مطلق بالنظام المرجعي ومن وجهة نظرنا فالنماذج بمجملها وكافة أنواعها تقوم بتبسيط الأنظمة المعقدة
في حين أن نماذج التصميم التعليمي هي : كما يعرفها خميس (2006,ص44) تصور عقلي مجرد لوصف الإجراءات والعمليات الخاصة بتصميم التعليم وتطويره , والعلاقات التفاعلية المتبادلة بينهما ,وتمثيلها إما كما هي أو كما ينبغي أن تكون ,وذلك بصورة مبسطة في شكل رسم خطي مصحوب بوصف لفظي يزودنا بإطار عمل توجيهي لهذه العمليات والعلاقات وفهمها , وتنظيمها ,وتفسيرها ,وتعديلها , واكتشاف علاقات ومعلومات جديدة فيها , والتنبؤ بنتائجها ( أبو سويرح , 2009,ص 25).
وترى الباحثات أن نماذج التصميم التعليمي بأنها / هي وسيلة مساعدة لتصميم التعليم بحيث تكون لدى المصمم رؤية مبسطة حول ما يريد تصميمه بالاستعانة بهذا النموذج .
*تصنيفات نماذج التصميم التعليمي :
توجد نماذج للتصميم التعليمي بعضها معقد وبعضها بسيط , وجميع النماذج تقوم على مدخل النظم ,ويمكن تصنيف هذه النماذج إلى ثلاث مستويات هي :
1- المستوى المكبر وتستخدم هذه النماذج عندما نتعامل مع المناهج والبرامج والمقررات الدراسية مثل : نموذج المشيقح .

* يتكون نموذج تصميم التعليم للمشيقح من خمس مراحل :




2- نماذج المستوى المصغر : وتستخدم مع الوحدات الدراسية الصغيرة ومع الدروس اليومية مثل : نموذج حسن زيتون, نموذج جيرلاك وإيلي .





* نموذج ونج ورولرسون (1974) :


3-  نماذج المستوى العام التي تستخدم على المستوى المكبر والمستوى المصغر مثل نموذج :كمب , نموذج جانييه وبرجز
* نموذج جانييه وبرجز (1979م) :
يتكون نموذج جانييه وبرجز لتصميم التعليم من الخطوات التالية :
1-  تحليل الأهداف العامة .
2-  تحليل المادة التعليمية وطرف عرضها , ونوعية الصعوبات التي تحيط بها .
3-  تحديد الموضوع التعليمي وطريقة عرضه للتعلم .
4-  تحديد المهمات التعليمية الجزئية وترتيبها .
5-  تحليل الأهداف السلوكية النوعية .
6-  تعريف هذه الأهداف السلوكية النوعية .
7-  تحضير مذكرة يومية .
8-  اختيار الوسائل التعليمية المناسبة .
(سالم ,2004 ,ص141 )


*النموذج العام لتصميم التعليم ADDIE:
هو أسلوب نظامي لعملية تصميم التعليم يزود المصمم بإطار إجرائي يضمن أن تكون المنتجات التعليمية ذات فاعلية وكفاءة في تحقيق الأهداف.
ويمثّل النموذج العام قالباً عاماً تشترك فيه جميع نماذج التصميم التعليمي باحتواء النماذج الأخرى على جميع مراحل النموذج العام وتختلف في توسعها في مرحلة معينة دون أخرى. (أبو داود, 2010م, ص30). وبالتالي يعتبر أساس نماذج التصميم التعليمي.
كما أن هذا النموذج يستخدم غالباً نظراً لبساطته وفعاليته، و جاهزيته للتطبيق العملي.
وتتلخص مراحل هذا النموذج في الشكل التالي:
















المرجع مدونة تقنيات التعليم بلا حدود
رابط http://trb613.blogspot.com/2014/04/3.html




استعراض نموذج مقترح لتصميم التعليم
نموذج كمب ، 1991:
يصمم البرنامج التعليمي في ضوء نموذج كمب مروراً بثماني خطوات ، الخطوة الأولى تتمثل في التعرف على الغايات التعليمية والأهداف العامة لكل موضوع من الموضوعات ، والخطوة الثانية تُعنى بتحديد خصائص المتعلم وأنماط التعلم الملائمة ، وتختص الخطوة الثالثة بتحديد وصياغة الأهداف التعليمية صياغة سلوكية إجرائية تشير إلى سلوك التعلم المتوقع أن يؤديه المتعلم ، ثم يحدد المحتوى والوحدات التعليمية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف في الخطوة الرابعة ، يليها الخطوة الخامسة والمتعلقة بإعداد أدوات القياس القبلية التي تحدد الخبرات السابقة لدى المتعلم في موضوع التعلم ، أما الخطوة السادسة فيتم فيها اختيار وتصميم نشاطات التعليم والتعلم والوسائل التعليمية اللازمة ، يليها الخطوة السابعة والتي تشمل تحديد الخدمات التعليمية المساندة وطبيعتها ، ويختتم هذا النموذج بالخطوة الثامنة وهى تحديد أساليب تقويم تعلم الطلاب وباقي عناصر الموقف التعليمي
نماذج التصميم التعليمي
توجد كثير من النماذج التي تناولت تصميم المواد والبرامج التعليمية، ولكنها اختلفت تبعاً لمستوياتها من حيث الشمول والعمق، أو لطبيعة الأهداف ونواتج التعلم المستهدفة، أو لمستوى اتقان تعلمها، فمنها البسيط على مستوى الوحدات التعليمية أو الدروس، ومنها المركب على مستوى المقررات الدراسية، ولا يصلح اختيار نموذج واحد لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية، ولكن يتم المفاضلة فيما بينها في ضوء طبيعة مدخلات النظام وما يرجو تحقيقه من أهداف.
وبدراسة النماذج المختلفة للتصميم التعليمي نجد أن هذه العملية تتم في ضوء مجموعة من المراحل والتي هي بمثابة خطوات إجرائية رئيسة ومحددة يقوم بها المصمم التعليمي، وقد تتضمن مجموعة من العمليات الفرعية. وإن اختلفت نماذج التصميم التعليمي فى شكلها، إلا أنها تتفق في جوهرها من حيث إتباعها خطوات إجرائية محددة تتمثل في عمليات التحليل، والتصميم والإنتاج، ثم التطبيق فالاستخدام والتقويم
مراحل التصميم التعليمي


1- التحليل ((Analyze: وهو تحليل احتياجات النظام مثل تحليل العمل والمهام ,وأهداف المتعلمين وقدراتهم, واحتياجات المجتمع , والمكان والوقت والمواد والميزانية.

2- التصميم ((Design: ويتضمن تحديد المشكلة سواء كانت تدريبية لها علاقة بالعمل أم بالتعليم والتربية , ومن ثم تحديد الأهداف , والاستراتيجيات , والأساليب التعليمية المختلفة اللازمة لتحقيق الأهداف.

3- التطوير ((Develop: ويتضمن وضع الخطط للمصادر المتوافرة وإعداد المواد التعليمية.

4- التطبيق ((Implement: ويتضمن تسليم وتنفيذ وتوزيع المواد والأدوات التعليمية.

5- التقويم ((Evaluate: ويتضمن التقويم التكويني للمواد التعليمية , وكفاية التنظيم بمقرر ما , وكذلك تقويم مدى فائدة مثل هذا المقرر للمجتمع , ومن ثم إجراء التقويم النهائي أو الختامي.
أنواع نماذج التصميم التعليمي
وقد أشار عبد العزيز طلبة في دراسته (2005،ص 175) إلى ثلاثة أنواع رئيسة لنماذج التصميم التعليمي هى: نماذج توجيهية وتهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات توجيهية للتوصل إلى منتوجات تعليمية محددة فى ظل شروط تعليمية معينة، ونماذج وصفية وتهدف إلى وصف منتوجات تعليمية حقيقية فى حالة توفر شروط تعليمية محددة مثل نماذج نظريات التعلم، ونماذج إجرائية وتهدف إلى شرح أداء مهمة عملية معينة، وتشتمل على سلسلة متفاعلة من العمليات والإجراءات، ولذلك فكل نماذج التطوير التعليمي تندرج تحت هذا النوع.•وبإطلاع الباحث ودراسته لبعض النماذج العربية والأجنبية لتصميم المواد والبرامج التعليمية، وتتبعه لمراحلها،اختار منها ثلاثة نماذج لخبراء متخصصين فى تكنولوجيا التعليم، قدموها على فترات، ففى الثمانينات نموذج أحمد منصور (1983)، والتسعينات نموذج عبد اللطيف الجزار(1995) الذي طوره فى عام 2002 ليتناسب مع تكنولوجيا التعليم الإلكتروني، وأخيراً نموذج محمد خميس(2003) في بداية الألفية الثالثة.
نموذج أحمد منصور
نموذج أحمد منصور (2001،ص244) الذى قدمه عام (1983) لبناء برنامج منظومة للوسائط المتعددة تضمن أربع مراحل رئيسة هي:
1- التعرف
2- التصميم
3- الاجازة
4- التطبيق

التعرف: وفيها يتم تحديد الأهداف العامة التى يحققها البرنامج، ومسح واقع المشكلة التعليمية من حيث مجتمع المتعلمين، والهيئة العامة، والإمكانات التعليمية، والمصادر، والمشكلات التعليمية، والضوابط الإدارية.

التصميم: وتتضمن تحديد الأهداف السلوكية الخاصة، والمحتوى، والظروف التى يتم فيها التعليم من حيث شروط التعلم، والواقع، والخبرات، وأنماط التدريس، والمصادر البشرية، والأجهزة، والتجهيزات.

الإجازة: وتتضمن التجريب الفردى بعد بناء البرنامج، واستراتيجية التدريس، والمعالجة فى ضوء الأهداف، ثم التجريب الجماعى لتحديد مدى كفاءة المنظومة، ثم تمر المنظومة بالتقويم للتحقق من مدى تحقيق الأهداف، والحكم على صلاحية البرنامج للتطبيق.

التطبيق: وهى المرحلة الأخيرة ويقصد بها تطبيق البرنامج، أى تنفيذه لتعميمه مع إمكانية التعديل والتطوير بما يتناسب مع متغيرات العملية التعليمية.
نموذج عبداللطيف الجزار
نموذج عبد اللطيف الجزار(1999،ص 81) الذي قدمه في عام (1995) لتطوير التعليم بمساعدة الكمبيوتر متعدد الوسائط من خمس مراحل، ويمكن تطبيقه على مستوى درس واحد أو على مستوى وحدة دراسية، ثم طوره فى عام 2002 (2002،ص 60) ليتناسب مع تكنولوجيا التعليم الإلكتروني. والنموذج مصمم وفقاً لأسلوب المنظومات، وتتلخص مراحله كما يلى:
1- التحليل 
2- التصميم
3- الانتاج
4- التقويم


التحليل: وتتضمن تحديد خصائص المتعلمين،واحتياجاتهم التعليمية من البرنامج، ودراسة واقع الموارد والمصادر المتاحة

التصميم: وتشمل صياغة الأهداف سلوكياً ABCD وفقاً لترتيب تتابعها، وتحديد عناصر المحتوى التعليمى، ثم بناء اختبار محكي المرجع، يليه اختيار خبرات التعلم، وطريقة تجميع التلاميذ، وأساليب التدريس المتبعة لتحقيق الأهداف ثم اختيار الوسائط التعليمية وتصميم الرسالة التعليمية، والأحداث التعليمية، ووضع إستراتيجية تنفيذ التعلم.

الإنتاج: ويتم فيها الحصول على الوسائط سواء باقتنائها كما هى من برامج متوفرة، أو باقتباسها وإجراء تعديلات عليها، أو بإنتاجها من جديد.

التقويم: حيث يتم فيها تجريب البرنامج بشكل مصغر على عينة صغيرة؛ لعمل التقويم البنائى، ثم تجريبه بشكل موسع على عينة أكبر؛ لعمل التقويم النهائى.

استخدام البرنامج، ومتابعته، وتقويمه بشكل مستمر، مع وجود تغذية راجعة خاصة بجميع مراحل إنتاج البرنامج التعليمى، وإمكانية مراجعته، وتعديله فى كل مرحلة.
نموذج محمد خميس


نموذج محمد خميس (2003- ب،ص ص417-430) الذى قدمه فى عام (2003) فهو من النماذج الوافية للتصميم التعليمي، توصل إليه بعد دراسته المتعمقة وتحليله لثلاثة عشرة نموذجاً أجنبياً منذ بداية السبعينات إضافة إلى نموذج الجزار. ويتكون النموذج من خمس مراحل رئيسة كما يلى:
1- التحليل
2- التصميم
3- التطوير
4- التقويم
5- النشر والاستخدام والمتابعة
التحليل: وتتضمن تحليل المشكلة وتقدير الحاجات، وتحليل المهمات التعليمية وخصائص المتعلمين وسلوكهم المدخلى والموارد والقيود، ثم اتخاذ القرار النهائى بشأن الحل.
التصميم: تهدف إلى وضع شروط ومواصفات مصادر التعلم وعملياته، وتشمل تصميم الأهداف وأدوات القياس، والمحتوى واستراتيجيات التعليم والتعلم والتفاعلات التعليمية،ونمط التعليم وأساليبه واستراتيجية التعليم العامة واختيار المصادر ووصفها، ثم اتخاذ القرار بشأن الحصول عليها وإنتاجها محلياً.
التطوير: وهى تحويل الشروط والمواصفات التعليمية على منتوجات تعليمية كاملة وجاهزة للاستخدام، وتشمل إعداد السيناريوهات والتخطيط للإنتاج، ثم الإنتاج الفعلي والتقويم البنائى والتشطيب والإخراج النهائى، والتقويم النهائى الميدانى.
التقويم: ويتم من خلال تطبيق المنتوج على عينات كبيرة، وجمع البيانات ومعالجتها إحصائياً وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها، وتحديد مواطن القوة والضعف، والقيام بالتعديلات والمراجعات المطلوبة، واتخاذ القرار بشأن الاستخدام أو المراجعة، وتسجيل حقوق الملكية.
النشر والاستخدام والمتابعة: وذلك بالإعلان عن المنتوج، والترويج له، وتبنيه، وتوظيفه واستخدامه، ومتابعته ودعمه وتطويره باستمرار
المراجع :


•محمد عطية خميس(2006): تكنولوجيا إنتاج مصادر التعلم، ط1، القاهرة، دار السحاب.
•أحمد حامد منصور(2001): الإنترنت ـ استخداماته التربوية، المنصورة، المكتبة العصرية.
•عبد اللطيف بن الصفى الجزار(1999): مقدمة في تكنولوجيا التعليم (النظرية والتطبيق)،القاهرة، المؤلف،كلية البنات، جامعة عين شمس.
•الشحات سعد عتمان,وأماني محمد عوض(2007): تكنولوجيا التعليم الالكتروني ,دمياط,مكتبة نانسي.
•عبد العزيز طلبة عبد الحميد(2005): "فعالية برنامج مقترح فى ضوء معايير الجودة الشاملة والمدخل المنظومى لتطوير التعليم على تنمية وعى الطلاب المعلمين بمتطلبات توظيف تكنولوجيا التعليم الإلكتروني"، المؤتمر العلمى السنوى العاشر(تكنولوجيا التعليم الإلكترونى ومتطلبات الجودة الشاملة)، الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم بالاشتراك مع كلية البنات ـ جامعة عين شمس، مج (15)، الكتاب السنوى، ج(2)، القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع، ص ص 323-365.
•التصميم التعليمي وتطبيقة في تصميم التعليم الالكتروني عن بعد,د. بدر الصالح,ورقة بحثية


نموذج التصميم التعليمي ADDIE وفقاً لنموذج الجودة PDCA
مراجعة موقع مجلة التعليم الالكتروني 
رابط  http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=news&task=show&id=360

الأحد، 8 فبراير 2015

نبذة تاريخية عن المناهج الرقمية


نبذه تاريخية عن المناهج الرقمية Digital Curriculum




مقدمة:

فرضت تداعيات العلوم وتقنيات العصر تحديات كبيرة على الأمم دفعتها إلى إحداث تغيرات سريعة ومتتابعة في نظمها التعليمية ، وأملت عليها إعادة النظر في مناهجها التربوية والتعليمية ، ولمجابهة هذه التحديات تضاعفت الحاجة إلى تطوير بنية التعليم بتحديث طرائقه وأساليبه ومناهجه كي يتقبلها ويستفيد منها المتعلم الذي تحيط به وسائل تقنية المعلومات والاتصال من كل جانب ويتعرض للمعلومات في كل زمان ومكان . ويستدعي هذا التحديث الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بديلاً ملحاً ومتطلباً آنياً يتيح للطلاب إمكانية اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها . ودون الاستثمار الجدي والفعال لهذه المهارات ستعجز المدارس والمناهج الدراسية عن إعداد جيل ممسك بمعطيات المعرفة العلمية .
مفهوم المناهج الرقمية
Digital Curriculum :


ظهر مفهوم المنهج الرقمي كأحد المفاهيم التي يدور حوله كثير من النقاش والجدل الناتج عن اختلاف الفلسفات التربوية ، وتباين أساليب الاستخدام والتوظيف الذي انعكس على التحديد الإجرائي لهذا المفهوم ، حيث ير ى البعض أن المنهج الرقمي أحد المفاهيم التي دخلت في التعلم الإلكتروني ، في حين يرى آخرون أن المنهج الرقمي هو المنهج التكنولوجي الذي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى إلى استخدام وتطبيق التكنولوجيا وما تقتضيه من تشغيل منطقي للعمليات العقلية في عرض وتخزين وتحليل واستدعاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال مواد وبرامج ذات أهداف سابقة التحديد ، وإلى استخدام خطوات تتابعيه في عملية التعلم مبنية على أسس من علم السلوك بما يتضمنه من نظرية التعلم السلوكية والتعلم الشرطي التاثيري أو الإجرائي ، بينما يرى فريق ثالث والذي يميل له البحث الحالي أن المنهج الرقمي هو محاولة لرقمنة المناهج بجميع عناصرها الأساسية المتعارف عليها بشكل عام (الأهداف ، المحتوى ، طرائق التدريس، أساليب التقويم) ، في حين يحصر آخرون مفهوم المنهج الرقمي في المحتوى المعرفي بعد معالجته ليصبح فاعلاً بدرجة عالية في تحقيق التعلم الذاتي للطالب من خلال الحاسب الآلي (لإسماعيل مجدي ،2010).


تاريخ تطور المناهج الرقمية:
أول من طرح فكرة الكتاب الرقمي هو فانيفار بوش من خلال الآلة ميمكس عام 1930م.
ظهور مشروع جوتنبرج عام 1971م , هو أول وأكبر تجمع للكتب الرقمية المجانية .




مشروع الذاكرة الامريكية , يحوي كتب رقمية عن التاريخ الأميركي إضافة لمواد أخرى متنوعة ,أنشا عام عام 1990م .



مكتبة فرساوس الرقمية ,ونشرت على الإنترنت في عام 1995.



مكتبة الشبكة NetLibrary الناشر التجاري الأول وذالك في عام 1998م.



مشروع كتاب جوجل Google Book Project , عام 2004م.



في عام 2011م , انتشار مكتبة الأمازون Amazon للكتب الرقمية حيث زادت مبيعات الكتب الرقمية عن المطبوعة .

يمكننا القول بأن المنهج الرقمي وفلسفته الحالية لم يظهر فجأة ولكنه ظهر وتطور من خلال ثلاثة أجيال بدأت منذ بداية الثمانينيات حتى وصلت إلي الشكل الحالي :

- الجيل الأول: بدأ في أوائل الثمانينيات حيث كان المحتوي الرقمي على أقراص مدمجة وكان التفاعل من خلالها فردياً بين المتعلم والمعلم مع التركيز علي دور المتعلم.

- الجيل الثاني: بدأ مع بداية استعمال الإنترنت، حيث تطورات طريقة إيصال المحتوي إلي طريقة شبكية، وتطور معها المحتوي لحد معين وتطورت عملية التفاعل والتواصل من كونها فردية إلي كونها جماعية، ليشترك فيها عدد من المتعلمين مع معلم محدد.

- الجيل الثالث: بدأ مع ظهور مفهوم التجارة الإلكترونية والأمن الإلكتروني في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وتزامن ذلك مع تطور سريع في تقنيات الوسائط المتعددة وتكنولوجيا الواقع الافتراضي وتكنولوجيا الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما أتاح تطور الجيل الثالث من التعلم الإلكتروني، حتي يصل إلي المفهوم الحالي والذي يعتمد علي استخدام الوسائط الرقمية في إيصال واستقبال المعلومات واكتساب المهارات والتفاعل بين المتعلم والمعلم، وبين المتعلم والمدرسة وبين المدرسة والمعلم.
بعض مزايا الكتب الرقمية:
سهولة النقل : لايستطيع المرء بما يريد قراءته أثناء السفر أو في المواصلات العامة ، فربما تريد قراءة رواية بوليسيه أو مجله أدبيه أو رواية رومانسيه أو أي كتاب وبدلا من اصطحاب كل هذه الكتب معك وهو ما يشكل عبئا في الحمل أو اصطحاب كتاب معين ربما تمل منه ، يشكل القارىء الإلكتروني مكتبة شاملة تحتوى على العشرات من الكتب التي تريدها واختيار أيا منها وقتما تريد. كما تمكنك هذه الأجهزة من شراء الكتب الجديدة بسهوله كاملة بضغطة زر أو نقره على الماوس.

الملاءمة : تقدم أجهزة الكتب الرقمية في الوقت الحالى العديد من المزايا التي لاتتوفر في الإصدارات أو الأجيال السابقة .على سبيل المثال ، تتمتع العديد من أجهزة الكتب الرقمية الآن بالإمكانيات اللاسلكية ،التي تتيح تنزيل الجريدة المحلية أو قراءة المدونات والمجلات حول العالم بدون أي رسوم تنزيل ، ومن ثم يمكنك قراءة أي كتاب في مكان به تغطية لاسلكية بتكنولوجيا الواى فاى . تتميز أجهزة القراءة الالكترونية بخفة الوزن ويمكنها أن تحتوى على مئات الكتب بخلاف الكتب الورقية التي تكون عادة ثقيلة الوزن وتشغل حيزا ومساحه كبيره في تخزينها وتحتاج إلى مجهود في ترتيبها وتنظيفها من الأتربة.
تعدد الاختيارات : تقدم متاجر الكتب الرقمية الملايين من الاختيارات،وهناك الملايين من الكتب المتاحة للتنزيل عبر
الإنترنت.تتيح العديد من متاجر الكتب الرقمية تنزيل مجاني لكي تتأكد من صحة اختيارك للكتاب المناسب ، ويبدو الأمر مثل السير في مكتبة وقراءة بعض الصفحات القليلة في أي كتاب يحوز على إعجابك. وإذا لم يعجبك ليس من الضروري أن تشتريه ، وبعض أجهزة قراءة الكتب الرقمية تتيح لك مشاركة بعض الكتب مع الأسرة والأصدقاء .
تعدد الوظائف : تتمتع أجهزة قراءة الكتب الرقمية بخصائص وإمكانيات كثيرة تجعل القراءة أسهل من ذي قبل ، مثل إمكانيات تحويل النصوص إلى كلام منطوق ، حيث تتيح لك هذه الإمكانيات الاستماع إلى الكتب التي تشتريها أثناء قراءتها عاليا بواسطة الجهاز ، وهى خاصية مفيدة للغاية للمكفوفين ، وهى بالطبع ليست متاحة لكل الكتب وكل الأجهزة. من الإمكانيات الأخرى القدرة على تكبير الصفحات والنصوص ، وهى خاصية مفيدة في المناطق غير المضاءة جيدا أو للأفراد الذين يفضلون قراءة النصوص الكبيرة ، كما تتيح أجهزة قراءة الكتب الرقمية بسهولة تصفح الكتب والمراجعات الضخمة والبحث عن معلومة أو كلمه معينة .
الحفاظ على البيئة : من الواضح أن الكتب الرقمية تحافظ على البيئة حيث أنقذت آلاف الأشجار لتحويلها إلى ورق مطبوع فالكتب المطبوعة تستهلك العديد من الموارد خلال عملية الطباعة ، بدءا من الكهرباء والبترول لتشغيل ماكينات الطباعة إلى الكتب التي يتم إلقاؤها في سلة المهملات إذا لم تحقق المبيعات الخاصة .
عيوب الكتب الرقمية:

القرصنة الإلكترونية : هناك قوانين القرصنة التي تسبب مخاوف على حقوق النسخ والنشر والملكية ، فالكتب الرقمية يسهل نسخها وتوزيعها وتبادلها بخلاف الكتب المطبوعة.

ارتفاع أسعار القارئات و الأجهزة اللوحية : فعلى الرغم من رواجها إلا أن أسعاراها مازالت مرتفعة إلى الآن ، وهذ مشكلة ستختفى حتما فى المستقبل خاصة مع المنافسة السرشة فى سوق القارئات الإلكترونية أو الحاسبات اللوحية ، ولا ننسى طبعا أنه يمكننا قراءة الكتب الرقمية على الحاسب المكتبي أو الهاتف الذكي .

التعود على الكتاب الورقي : الشريحة الواسعة من القراء – وخاصة كبار السن – تتمسك بالكتاب الورقى التقليدى ، وترى فى استخدام الكتب الرقمية خروجا عن الوضع المألوف بين القارىء و الكتاب ، فالكتاب الورقي متجذر فى المجتمعات بحكم تاريخه الطويل .


المرجع :

مدونة بجاد الجروي متاح بتاريخ 18/4/1436هـ
رابط   http://digital-curriculum1435.blogspot.com/2014/12/digital-curriculum_27.htm





  



مفهوم المنهج الرقمي:
المنهج التكنولوجي الذي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى إلى استخدام وتطبيق التكنولوجيا وما تقتضيه من تشغيل منطقي للعمليات العقلية في عرض وتخزين وتحليل واستدعاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال مواد وبرامج ذات أهداف سابقة التحديد ، وإلى استخدام خطوات تتابعيه في عملية التعلم مبنية على أسس من علم السلوك بما يتضمنه من نظرية التعلم السلوكية والتعلم الشرطي التأثيري أو الإجرائي (وليم عبيد،مجدي عزيز،1999،81)
ويرى (بدر الصالح ،2002، 23) أن المنهج الرقمي يمثل شكلاً جديداً من أشكال الاتصال بين معرفة الخبير والمتعلم . وبدلاً من المنهج التقليدي الذي يحصل عليه المتعلم غالباً عن طريق الاتصال بالكتاب والمعلم ، أصبح هذا الاتصال رقمياً من خلال الشبكة المعلوماتية أو من خلال وسيط رقمي آخر مثل الأقراص المدمجة .
والتعريف الذي اميل اليه هو أن المنهج الرقمي هو محاولة لرقمنة المناهج بجميع عناصرها الأساسية المتعارف عليها بشكل عام (الأهداف ، المحتوى ، طرائق التدريس، أساليب التقويم) ، في حين يحصر آخرون مفهوم المنهج الرقمي في المحتوى المعرفي بعد معالجته ليصبح فاعلاً بدرجة عالية في تحقيق التعليم الذاتي للطالب من خلال الحاسب الآلي (مجلة المناهج ،2002،21).
مفهوم الكتب الرقمية
ويرى كافانوف(2002) أن مفهوم الكتاب الإلكتروني يستخدم كمصطلح عام للدلالة على ثلاثة أشياء إما أن يكون جهازاً مخصصاً لعرض المواد المقروءة إلكترونياُ أو البرامج المصممة لعرض تلك المواد أو أن يكون ملفاً إلكترونياً للكتاب يعرض محتوى الكتاب في شكل إلكتروني.
وتعرف أيضاً بأنها المستندات النصية التي تم تحويلها ونشرها في شكل إلكتروني يعرض على قارئ الكتاب الالكتروني أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى أو أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم برامج الحاسب الآلي.
تاريخ الكتب الرقمبة
مشروع غوتنبرغ
هو أول وأكبر تجمع للكتب الإلكترونية المجانية من  مؤسسه مايكل هارت، في عام 1971 
وهو لا يزال يهتم بالكتب الإلكترونية والتكنولوجيات المتصلة بها حتى اليوم .
مكتبة فرساوس الرقمية
Perseus Digital Library
تأسس هذا المشروع في عام 1987 لجمع وتقديم المواد اللازمة للدراسة عن اليونان القديمة. 
وأنشأت على الشبكة العالمية في عام 1995. 
وقد توسع المشروع عن نطاقه الأصلي ليشمل مجالات علمية عديدة .
تشرف عليه جامعة تافتس  (Tufts University).
مشروع الذاكرة الامريكية
American Memory Project
أنشأ في مكتبة الكونجرس الأمريكي عام 1990
يتيح الوصول الحر والمفتوح للكتب من خلال شبكة الإنترنت .
يحوي كتب رقمية عن التاريخ الأميركي إضافة لمواد أخرى متنوعة .
  مشروع نشر المناهج الرقمية في الدول العربية:
انطلق مشروع نشر المناهج الرقمية في الدول العربية بتاريخ 1/12/2007 لنشر التعليم الرقمي في البلدان العربيّة بتوزيع 9000 حاسوب على أكثر البلدان العربية احتياجاً، ولكي تكون تكنولوجيا المعلومات والاتصال أدوات أساسية في التربية والتعلّم. ومن أهداف المشروع توزيع أجهزة حاسوب محمولة على طلاب المدارس في الدول العربيّة الأكثر احتياجاً لأدوات التطوير التقني، تدريب المدرّسين في العالم العربي على أحدث وسائل التعليم الرقمي، وتطوير مناهج التعليم الرقمي بالّلغة العربية.
المرجع مدونة تهتم بالتعلم الالكتروني
رابط متاح بتاريخ 17/4/1436هـ


المنـهج الرقمي Digital Curriculum
أد/ مجدي رجب اسماعيل
  فرضت تداعيات العلوم وتقنيات العصر تحديات كبيرة على الأمم دفعتها إلى إحداث تغيرات سريعة ومتتابعة في نظمها التربوية ، وأملت عليها إعادة النظر في مناهجها التربوية والتعليمية ، ولمجابهة هذه التحديات تضاعفت الحاجة إلى تطوير بنية التعليم بتحديث طرائقه وأساليبه ومناهجه كي يتقبلها ويفيد منها المتعلم الذي تحيط به وسائل تقنية المعلومات والاتصال من كل جانب ويتعرض للمعلومات في كل زمان ومكان . ويستدعي هذا التحديث الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بديلاً ملحاً ومتطلباً آنياً يتيح للطلاب إمكانية اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها . ودون الاستثمار الجدي والفعال لهذه المهارات ستعجز المدارس والمناهج الدراسية عن إعداد جيل ممسك بمعطيات المعرفة العلمية .
ولذا ظهر مفهوم المنهج الرقمي كأحد المفاهيم التي يدور حوله كثير من النقاش والجدل الناتج عن اختلاف الفلسفات التربوية ، وتباين أساليب الاستخدام والتوظيف الذي انعكس على التحديد الإجرائي لهذا المفهوم ، حيث ير ى البعض أن المنهج الرقمي أحد المفاهيم التي دخلت في التعليم الإلكتروني ، في حين يرى آخرون أن المنهج الرقمي هو المنهج التكنولوجي الذي يعبر عن منظومة إنتاجية تسعى إلى استخدام وتطبيق التكنولوجيا وما تقتضيه من تشغيل منطقي للعمليات العقلية في عرض وتخزين وتحليل واستدعاء المعلومات للعملية التعليمية من خلال مواد وبرامج ذات أهداف سابقة التحديد ، وإلى استخدام خطوات تتابعيه في عملية التعلم مبنية على أسس من علم السلوك بما يتضمنه من نظرية التعلم السلوكية والتعلم الشرطي التاثيري أو الإجرائي (وليم عبيد،مجدي عزيز،1999،81)، بينما يرى فريق ثالث والذي يميل له البحث الحالي أن المنهج الرقمي هو محاولة لرقمنة المناهج بجميع عناصرها الأساسية المتعارف عليها بشكل عام (الأهداف ، المحتوى ، طرائق التدريس، أساليب التقويم) ، في حين يحصر آخرون مفهوم المنهج الرقمي في المحتوى المعرفي بعد معالجته ليصبح فاعلاً بدرجة عالية في تحقيق التعليم الذاتي للطالب من خلال الحاسب الآلي     ( مجلة المناهج ،2002،21).
ورقمنة المناهج Digitalization Curriculum  : يقصد بها الباحث في البحث الحالي  هو تحويل المعلومات والمفاهيم العلمية والتعميمات والنظريات والقوانين والنصوص والأشكال والأصوات والتجارب وغيرها من مكونات منهج العلوم إلى سلاسل الصفر والواحد ( وفقاً لنظام الأعداد الثنائي الذي يعمل على أساسه الكمبيوتر ونظم المعلومات ) حتى تصبح قابلة للمعالجة الآلية والانصهار والدمج في الوسائط المتعددة المختلفة ؛كما تشمل عملية الرقمنة تقنيات متقدمة لانسيابية تدفق المعلومات المرئية والسمعية بأسلوب الاتصال المباشر بحيث يمكن دمجها فور بثها في الخدمات التي تقدمها مواقع الإنترنت ، والتي يستفيد منها كل من الوسيط الرقمي والمتعلم للمنهج (نبيل علي ، نادية حجازي ،2005،134) .
و يؤكد (عبد الله الهدلق،1420هـ) أنه في  عصر المعلومات والاتصال ، بإمكان الطلاب من كل الأعمار وعلى اختلاف قدراتهم أن يتعاملوا بصرياً visualize مع المعلومات ، وأن يتفاعلوا معها من خلال ما يقدمه المنهج الرقمي من مفاهيم علمية بتوظيف تقنية المعلومات ، ويوضح ذلك من خلال المثال التالي: بإمكان فصل دراسي يدرس الطقس ، على سبيل المثال ، أن يرى صور أقمار صناعية محاكية مبنية على نموذج لظروف أرصادية افتراضية .وسيطرح الطلاب أسئلة "ماذا لو؟" ،مثل ما الذي يحدث لطقس اليوم التالي لو زادت سرعة الرياح بمقدار 50 كيلو في الساعة " .وسينمذج الحاسب النتائج المتوقعة ، عارضاً على الشاشة المنظومة المناخية المحاكية كما قد تبدو من الفضاء.
وفي ضوء ذلك يرى (بدر الصالح ،2002، 23) أن المنهج الرقمي يمثل شكلاً جديداً من أشكال الاتصال بين معرفة الخبير والمتعلم . وبدلاً من المنهج التقليدي الذي يحصل عليه المتعلم غالباً عن طريق الاتصال بالكتاب والمعلم ، أصبح هذا الاتصال رقمياً من خلال الشبكة المعلوماتية أو من خلال وسيط رقمي آخر مثل الأقراص المدمجة .
  إن المنهج الرقمي كنموذج تربوي جديد كما يشير كل من (Tnilling & Hood,1999,PP5-17)     يعتمد على دمج ثلاثة عناصر رئيسية تقوم حالياً بتوجيه وتشكيل هذا النموذج بدرجات متفاوتة تبعاً لمدى اندماج هذه العناصر وهي : الطلب الجديد والمتزايد لمهارات جديدة للعمل في عصر المعرفة ، والإمكانات الهائلة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات ، وتغير النظرة حول الكيفية التي تحدث بها عملية التعلم .
ويحدد مشروع المناهج الرقمية بوزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ، الإدارة العامة للمناهج ، والمعروف بمشروع "وطني نت" أهداف المناهج الرقمية في الآتي (وزارة المعارف ،2000،32) :
1ـ توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر .
2ـ إعادة صياغة الأدوار التي تتم بها عملية التعليم والتعلم بما يتوافق مع مستجدات الفكر التربوي .
3ـ إيجاد الحوافز وتشجيع التواصل بين منظومة العملية التعليمية كالتواصل بين البيت والمدرسة ، والمدرسة والبيئة المحيطة .
4 ـ نمذجة التعليم وتقديمه في صورة معيارية . فالدروس تقدم في صورة نموذجية والممارسات التعليمية المتميزة يمكن إعادة تكرارها .
5ـ تناقل الخبرات التربوية من خلال إيجاد قنوات اتصال ومنتديات تمكن جميع المهتمين بالعملية التعليمية من المناقشة وتبادل الآراء والتجارب بما يحقق تطوير المناهج الدراسية بصفة خاصة والعملية التعليمية بصفة عامة .
6ـ إعداد أجيال من المعلمين والطلاب قادرين على التعامل مع التقنية ومهارات العصر .
7ـ المساعدة على نقل التقنية في المجتمع وتوظيفها بما يحقق النمو والتقدم العلمي .
    مما سبق يخلص البحث الحالي إلى تعريف للمنهج الرقمي Digital Curriculum: "هو شكل من أشكال التعليم الإلكتروني ، وهو مجموعة الخبرات التربوية والعلمية التي يتم توفيرها للمتعلم عن طريق الإمكانات الهائلة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات ، وهو يمثل شكلاً جديداً من أشكال الاتصال بين معرفة الخبير والمتعلم ويكون هذا الاتصال رقمياً من خلال شبكة المعلومات أو من خلال وسيط رقمي آخر مثل الأقراص المدمجة" .
تصـميم المنهـج الرقمي :
        يجمع بعض صانعي المناهج ومطوريها أمثال (Mckenzie,2000,P.5) أن المنهج الرقمي يدعم الثقافة المعلوماتية للمتعلمين ويساعد على إعدادهم وتهيئتهم لعالم موجه بالتقنية ، إذا أحسن تصميمه وتطويره .
المعايير التي في ضوئها يتم تصميم المنهج الرقمي :
    وحتى يتحقق هذا تم وضع مجموعة من المعايير التي في ضوئها يتم تصميم المنهج الرقمي وهي (وزارة المعارف ،2002،24-25) :
       أولاً : أن يكون تطوير المنهج ضمن خطة شاملة معتمدة على التقنية ، تأخذ في الحسبان العناصر الرئيسية التالية :
   · أن يخضع تصميم المنهج الرقمي وتطويره لمبادئ التصميم التعليمي المعتمدة على نظرية أو فلسفة معينة تلبي حاجات متعلمين معينين ومنهج دراسي معين .
       · تدريب المعلمين لتوظيف المنهج الرقمي في التعلم من منظور مختلف كلياً عن المنهج التقليدي الذي خبرة .
       · إدخال التعديلات المطلوبة لتيسير دمج المنهج الرقمي في تعليم العلوم .
ثانياً: إذا صمم محتوى المنهج الرقمي بحيث :
      ·لا يجبر المتعلم على إتباع مسار محدد ، وإنما يمكنه من التحكم بتسلسل في محتوى المنهج .
      ·يقدم المفاهيم العلمية على هيئة مهام هادفة ومشكلات ذات علاقة بالعالم الواقعي .
      ·يتمحور حول مفاهيم أساسية تركز على الفهم المتعمق وإستراتيجيات البحث وليس تغطية محتوى كبير واسع .
ثالثاً: يحفز الطلاب على المشاركة الفعالة في الأنشطة العلمية لتعلم مفاهيم المنهج وذلك من خلال:
   ·أن يكون الطالب مسؤولاً عن تعلمه من خلال البحث عن المعرفة والفهم الموجه بأسئلة وقضايا تعتمد على فضول الطالب وافتراضاتهم منطلقاً لهذا البحث .
   ·أن يشعر الطالب بالإثارة والدافع في حل المشكلات التي يقدمها المنهج الرقمي . هذا الشعور مبني على نشاط تفاعلي يشعر الطالب بأهميته وقيمته .
      ·أن يشجع المنهج الرقمي الطالب على الاختيارات الفاعلة المتعمقة لإستراتيجيات البحث والحل .
      ·أن يتعلم الطالب من خلال التعامل مع مهام تعلم حقيقية وتكاملية .
ويتبع في تصميم دروس العلوم وفقاً للمنهج الرقمي نموذج التعلم الذاتي في التصميم السلوكي والمعرفي ، الذي يبدأ بصوغ الأهداف ، وتحليل المحتوى العلمي ، واختيار الطرائق والإستراتيجيات واستخدامها ، وإجراء التطبيقات والتدريبات والتقويم البنائي لبناء التعلم ، والتقويم التراكمي للتقدم التدريجي خطوة خطوة ، حتى تكتمل الأهداف والأغراض الدراسية في نهاية الدرس كما يقيسها الاختبار (أحمد الدبسي،2002،99)
ويحدد (حسام مازن ،2004،46) ست مراحل /خطوات رئيسية لمنظومة منهج تعليمي إلكتروني (المنهج الرقمي) هي :
      1.        تحديد وتحليل المادة العلمية إلى مجموعة من الأطر الصغيرة التي يسهل تعلمها.
      2.        صياغة الأهداف التعليمية السلوكية في عبارات قابلة للملاحظة والقياس .
      3.        جمع محتويات المادة العلمية وإعداد التصميمات الخاصة بالبرمجة الإلكترونية .
      4.        كتابة البرنامج وإعداده حاسوبياً .
      5.        تجريب البرنامج المحوسب ثم تعديله في ضوء التطبيق المبدئي .
      6.        الوصول بالبرنامج إلى الصيغة النهائية القابلة للتطبيق والتعميم .
أما (نبيل علي ،نادية حجازي ،2005،111) يشترطان عند تصميم المحتوى الخاص بالتعلم الإلكتروني المرتبط بالمنهج الرقمي تحقيق المعايير التالية :
1ـ إلا يكون المنهج قياسياً، ثابتاً ومحدداً ، يصلح لكل بيئات الفصول ومستويات العقول . من جانب أخر يتطلب النمو المتسارع للمعرفة العلمية أن يتسم المنهج بالدينامية في سرعة توظيف المعارف والخبرات المكتسبة وإحلالها بأخرى جديدة .
2ـ أن يكون محتوى المنهج ذا بعد معرفي وأخلاقي ، وعدم حرمان المتعلم من معارف ربما تكون حيوية بالنسبة إلى تنميته ذهنياً ومطالب حياته العلمية .
3ـ ضرورة تركيز المحتوى العلمي للمنهج على المفاهيم الأساسية والأفكار العلمية المحورية ، وهذا يتطلب من مصممي محتوى المنهج الإلمام بأسس نظرية المعرفة ومهارات استخدام مخططات المفاهيم Conceptual graphs والشبكات الدلالية Semantic nets .
4ـ أن يتم بناء محتوى المنهج على هيئة وحدات معرفية صغيرة Modules مما يجعل المادة التعليمية ذات قابلية للتشكيل لتلبية المطالب التعليمية المختلفة .
5ـ تجسيد المفاهيم المجردة في هيئة المحسوس وذلك من خلال أساليب "الترئية" Visualization  التي تتيحها تقنية المعلومات.
     ونخلص في هذا الجانب إلى أن تصميم المنهج الرقمي يجب : أن يحقق التحول من بيئات تعلم مغلقة معتمدة المنهج التقليدي والمعلم والكتاب كمصادر وحيدة للمعرفة العلمية ، وموجهة بوساطة المعلم ، إلى بيئات تعلم مفتوحة ومرنة وغنية بالمصادر التقنية الموجهة بوساطة المتعلم . بيئات تعلم لا تعتمد على التقنية فقط ، وإنما على نظرية تربوية في بناء المناهج ، وأفكار تربوية في طرق التدريس التي يمكن أن توجه من خلال التطبيقات التقنية في تعلم العلوم ووفق خطوات أو مراحل علمية.
الأساس النظري والفلسفي (النظرية) الذي يعتمد عليه تصميم المنهج الرقمي:
        إن التقنية بذاتها لا تدرَس ، وإنما المعلم (أو المصمم) هو الذي يقوم بذلك ، وبعبارة أخرى ، إن الأساس النظري والفلسفي هو الذي يحدد أسلوب تصميم المنهج الرقمي وبنائه وتطويره ، وسيعرض الباحث نموذجين لدور التقنية في التعليم ليحدد النظرية الذي يتبناها البحث الحالي في تصميم المنهج الرقمي وهما :
 النموذج الأول : أثرت المدرسة السلوكية فى التربية والتعليم إلى درجة كبيرة . في هذا النموذج تستخدم التقنية كوسائط ( أو المعلم ) لنقل التعليم . بهذا الأسلوب تخزن المعلومات في التقنية خلال العملية التعليمية ، يستقبل المتعلم المعلومات ويحاول فهم المحتوى المخزن فيها خلال تفاعله معه . هذا التفاعل لا يتجاوز ضغط أزرار معينة لكي يستمر عرض المعلومات أو الاستجابة لأسئلة معينة غالباً ما تكون حول مدى صحة الاستجابة . وحتى وقت قريب كان أغلب التقنيات التي أُنتجت واستخدمت في التعليم هي مواد مسبقة التصميم بحيث لا يترك للمتعلم أو المعلم أية فرصة للتحكم ، هذا النموذج سلوكي: المعلم ( أو أي وسيط آخر ) يقدم مثيراً يتطلب استجابة يعقبها تعزيز . أي التقنية في هذا النموذج تستخدم كأداة للتعليم .
النموذج الثاني : رغم وجود النظرية البنيوية منذ أكثر من مائة عام ، إلا أنها وجدت قبولا  في السنوات الأخيرة من قبل صانعي المناهج ومطوريها ، نظراً لإمكانات التقنية الهائلة التي يمكن من خلالها تفعيل مفاهيم هذه النظرية وافتراضاتها ، إضافة إلى أن لا يمكن للمعلم أن يقوم بأدواره التقليدية في بيئة تعليمية متعددة وغنية بالمصادر التقنية . وتستخدم التقنية في هذا النموذج كأداة لتيسير استقصاءات المتعلم في بيئة غنية بالمصادر تقدم المحتوى العلمي ضمن سياقه الحقيقي، والمعرفة ليست منتجاً ينقل للمتعلم ، وإنما نشاط تفاعلي يدعم بواسطة التقنية ،ويصبح المعلم ميسراً للتعلم . في هذا النموذج أصبح التعلم وليس التدريس هو الجزء الحيوي من التربية ، ويتحول التركيز من المدخلات إلى المخرجات ، أي التقنية في هذا النموذج تستخدم كأداة لبناء التعلم (بدر الصالح،2000،23) .
ولعل من أهم مضامين النظرية البنائية ، عدم استخدام التقنية كأداة للتعليم ، وإنما استخدمها كأدوات لبناء التعلم ، ويتضح ذلك في المبادئ والأسس التي ترتكز عليها تلك النظرية ونماذجها التدريسية ؛ والتي يمكن إجمالها فيما يلي (رجب الميهي،2003،3) :
1ـ ضرورة بدء الموقف التعليمي بتهيئة حوافز مثيرة للطالب تدفعه لأن يقبل على التعليم بشغف ورغبه .
2ـ يجب على المعلم صياغة عدد محدد من الأهداف التعليمية التي يجب أن يحققها الطلاب بعد دراستهم للمواد التعليمية المتنوعة ، وممارستهم للأنشطة التعليمية المتعددة المقترحة لكل موضوع.
3ـ لابد من عرض المحتوى العلمي لكل موضوع بأشكال مختلفة ؛ لفظياً ، وبالاستعانة بالصور الثابتة والمتحركة ، والرسوم التخطيطية والتوضيحية ،وبالاستعانة بالرياضيات، وبالكمبيوتر …وغيرها ، مما يساعد الطلاب على استيعاب ذلك المحتوى .
4ـ يجب تحديد الأنشطة التعليمية التي سينفذها الطلاب ، شريطة أن تكون تلك الأنشطة على درجة كبيرة من التنوع .
5ـ التأكيد على الدور الإيجابي الفعال للطلاب أثناء عملية التعلم ، من خلال قيام الطلاب بالعديد من الأنشطة التعليمية ضمن مجموعات أو فرق عمل .
6ـ يجب التركيز على التعلم التعاوني التفاعلي انطلاقاً من أن الطالب يبني خبراته بشكل أفضل من خلال تعاونه وتفاعله مع غيره من الطلاب .
7ـ يجب توفر وسائل تقويم مناسبة تساعد في التحقق من حدوث التعلم لدى الطلاب.
8ـ لابد أن يصل الطالب في تعلمه إلى مستويات متقدمة في التحصيل والإنجاز .
          من خلال عرض النموذجين السابقين والمبادئ والأسس التي تبنى عليها النظرية البنائية ونرى أن أنسب النموذجين في بناء وتصميم المنهج الرقمي وتطويره هو النموذج الثاني الذي يعتمد على النظرية البنيوية ، وذلك يرجع إلى ما يلي:
1ـ في بيئة التعلم البنيوية يكون المتعلم نشطاً، وتستخدم التقنية كأداة لتيسير استقصاء المتعلم في بيئة غنية بالمصادر تقدم المحتوى ضمن سياقه الحقيقي في هذه البيئة ، المعرفة ليست شيئاً (أو منتجاً) ينقل للمتعلم ، وإنما نشاط تفاعلي (عملية) يدعم بواسطة التقنية . ويوجَه المتعلم تعلمه مستعيناً بمصادر التقنية ، ويصبح المعلم ميسراً للتعلم ، كما يصبح التعلم وليس التدريس هو الجزء الحيوي من التربية ، أي تحول التركيز من المدخلات إلى المخرجات .
2ـ إن نظرية التعلم البنيوية تقدم علاجاً لمشكلتين رئيستين في التعلم هما: مشكلة الحافز ومشكلة نقل التعلم إلى مواقف جديدة من خلال تقديم مهام التعلم في مواقف حقيقية ونشاطات تفاعلية يقوم فيها المتعلم بدور نشط ويتحكم بتعلمه ويوَجه هذا التعلم (بدر صالح ،2002،24).
3ـ إن إدارة المتعلم لتعلمه ذاتياً تساعده على أن يشارك في التخطيط لتعلمه ويختار وينفذ ويتدرب على إستراتيجيات التعلم والتقويم الذاتي لخطط تعلمه وبذلك يصبح متعلماً منظماً ذاتياً للمعرفة Self-Regulated Learner يقوم بإنجاز مهامه مدفوعاً برغبته الذاتية وكفاءة فاعلة (Wolters,2003,189) .
4ـ إن من أهم مضامين النظرية البنيوية هو عدم استخدام التقنية كأداة للتعليم ، وإنما استخدامها كأدوات لبناء التعلم ، أدوات يتعلم الطالب معها وليس منها ؛ وهذا يتطلب تحولاً في دور التقنية التقليدية إلى التقنية كشريك في عملية التعلم .

المرجع متاح بتاريخ 17/4/1436هـ




التربية العلمية وتصميم المناهج د. مجدي رجب إسماعيل